رواية خريف يتهادى

تستقبل الطبيعة في شهر أيلول / سبتمبر بواكير فصل الخريف؛ حيث مشهد الخريف الباهت والأشجار العارية التي نزعت عنها ثوبها البالي وارتدت ثوب متدرج الألوان بين الأحمر والأصفر الشاحب وكأنها تتوحد مع ألوان الغروب، ذلك المشهد الذي يبعث في النفوس مشاعر مختلطة؛ حيث عزفت الطيور الهاربة لحن الهجرة إلى دفء بعيد؛ حيث ثوب الخريف المهلهل ورقع الغيوم الرمادية؛ حيث السماء الغائمة الحزينة؛ حيث تلملم الطبيعة ما تبقى من ثمار الصيف وتنحسر شمسه الخجولة لتطل من بين الغيوم على استحياء؛ حيث تستريح الأرض من جميع أعبائها بعد أن تخرج من تزاحم زهور الربيع، ولسعة حرارة الصيف ورياح وبرودة الشتاء القاسية، كأن الكون يودع حياة ويستقبل حياة أخرى جديدة. بين هذه الأشجار وما تبقى من أوراق الشجر المتماسكة، تتهادى في المساء أنفاس باردة.

في أحضان تلك الطبيعة المختلطة وذلك الجو المتقلب يسعى شاب جاء من بعيد ليحقق حلما راوده في هذا الخريف؛ تقابله صعاب ومخاطر؛ يعاونه إخوة وأصدقاء؛ تحرسه دعوات صادقة من قلوب مؤمنة؛ تراقبه عيون مترقبة حاقدة. ثمة من بعيد حلم آخر يراود عقول ماجنة وقلوب خربه، ونفوس عطنه تحاول أن تنشر عطنها في أرض الله وبين عباده. هل يتحقق الحلم الصالح؟ هل ينتشر العطن؟.

بين الأشواك تنبت الحياة، ولا تنبت الحياة إلا بالحب؛ نتحمل ما نتحمل لأجل من نحب لكي نبلغ ما نحب ومن نحب. هل يجدنا الحب أم نحن من يجده، هل يطرق بابنا أم نطرق بابه؟ هل يستمر الحب وسط صراعات الحياة؟. بعد أن تبلغ النهاية ستجد الإجابة.